ليلة لا تُنسى عاشتها العاصمة السعودية، حين توهجت أنغام الحب على مسرح أبو بكر سالم في بوليفارد رياض سيتي، ضمن حفلات موسم الرياض السادس، بتنظيمٍ مبدع من Benchmark ورعاية الهيئة العامة للترفيه.
تألّق النجمان اللبنانيان إليسا ووائل كفوري كلٌّ في فقرته المنفصلة، ليقدّما أمسية من الرومانسية الصافية التي جمعت بين الصوت الدافئ والإحساس الصادق، في حضورٍ تجاوز ستة آلاف متفرج تفاعلوا بحرارة حتى ساعات الفجر الأولى.
إليسا... حين يغنّي الإحساس بصدقٍ لا يُقلَّد
اعتلت ملكة الإحساس المسرح وسط تصفيقٍ مدوٍّ من الجمهور، لتفتتح وصلتها بسلسلة من أغانيها التي حفظها الناس عن ظهر قلب، منها «بتمون»، «أيّامي بيك»، «نفسي أقوله»، «بدّي دوب»، و*«لو يعرفوه»*.
تنوّعت الأجواء بين العاطفة والحنين، فيما كانت إليسا تتنقّل بخفة بين طبقات صوتها، تبتسم وتلوّح للجمهور الذي شاركها الغناء في كل مقطع تقريبًا.
وفي حديثٍ عفوي على المسرح، عبّرت إليسا عن سعادتها بالوقوف مجددًا أمام جمهور الرياض، موجهة الشكر إلى المستشار تركي آل الشيخ وإلى موسم الرياض على هذا الحضور الثقافي والفني اللافت.
كما أدّت أغنيتها الشهيرة «من أول دقيقة» وسط عرض بصري جميل على الشاشة، قبل أن تفاجئ الحاضرين بأغنية «طب وأنا مالي» لوردة الجزائرية، في تحيةٍ للفن الكلاسيكي الذي شكل وجدانها الفني منذ البدايات.
ولأن المفاجآت لا تتوقف مع إليسا، فقد احتفل الجمهور بعيد ميلادها على المسرح، لتغمرها موجة من التصفيق والورود، وتختم وصلتها بابتسامةٍ وعبارة مؤثرة:
“أنتم أجمل هدية ممكن أستقبلها اليوم”.
وائل كفوري... الصوت الذي لا يشيخ
أما وائل كفوري، فصعد إلى المسرح بعد فاصل قصير وسط حفاوةٍ بالغة من الجمهور، مستهلاً وصلته بموالٍ خاص كتب فيه تحيةً للمملكة بصوته المبحوح بالعاطفة:
“يا مملكة يا جنّة العرب، يا عزّها العالي وسلامها الحُب”.
أطرب الحضور بأغانيه التي تجمع الشجن والقوة، مثل «يا ضلّي يا روحي»، «بحبّك أنا كتير»، «يا هوا روح وقلّو»، وقدم مفاجأة مؤثرة بأداء أغنية «أبعاد أنتم وإلا قريبين» للفنان محمد عبده، في لفتةٍ تعبّر عن احترامه العميق للفنّ السعودي.
بين كل أغنية وأخرى، كان وائل يتبادل النظرات والضحكات مع الجمهور، وكأنه يغني لأصدقاء يعرفهم منذ زمن.
ليلة تحفظها الذاكرة
ما جمع إليسا ووائل كفوري تلك الليلة لم يكن ديو غنائياً، بل وحدة الإحساس والصدق الفني؛ فكلٌّ قدّم عالمه الخاص على المسرح، لكن الجمهور خرج بإحساسٍ واحد: أن الحبّ ما زال يجد صوته في الرياض.
أضواء المسرح خفتت في النهاية، لكن صدى الأغاني ظلّ عالقاً في السماء، كما لو أنّ المدينة نفسها كانت ترددها من بعيد.