تصدرت خطة تحويلية للتنقل الحضري الذاتي المشهد أمس خلال فعالية "إنوفيشن فور موبيليتي" التي أقيمت في مركز دبي التجاري العالمي ضمن فعاليات معرض أوتوميكانيكا دبي، حيث قام أبرز خبراء القطاع بدراسة كيفية قيام مدن المستقبل بإعادة تصميم البنية التحتية والنظم والأطر المجتمعية لدعم التبني واسع النطاق للقيادة الذاتية.
ضمن فعاليات جلسة بعنوان: "جاهزية المدن للقيادة الذاتية: بناء بنية تحتية حضرية مستقبلية"، استعرض غانم محمد الفلاسي، نائب الرئيس الأول، مكتب المدير العام، واحة دبي للسيليكون، كيف تستعد منطقة الشرق الأوسط، ودبي تحديداً، لتصبح مركزاً عالمياً رائداً لاختبار الجيل الجديد من نظم التنقل الذاتي.
وقدّمت الجلسة رؤية شاملة لنموذج "التواصل بين المركبات دون تدخل بشري" وهو نموذج تنقل مستقبلي قائم على نظم متصلة ذاتياً بالكامل، مصممة لتعزيز السلامة والكفاءة والاستدامة بشكل ملحوظ.
وخلال الجلسة، قال الفلاسي: "من خلال تخصيص ممرات مُجهزة خصيصاً للمركبات ذاتية القيادة، وتمكين التنسيق بين المركبات والبنية التحتية، نبني تنقلاً حضرياً أكثر أماناً وكفاءة واستدامة".
كما أوضح الفلاسي، خلال العرض التقديمي، كيف يُمكن للتنقل الذاتي أن يُعيد تشكيل مدن المستقبل، مُسلطاً الضوء على إمكاناته في خفض وفيات حوادث المرور عالمياً بنسبة تصل إلى 90%، وتقليل انبعاثات النقل الحضري بنسبة 60%. وأشار إلى إمكانية استغلال ما يصل إلى 60% من مساحات مواقف المركبات لإنشاء حدائق ومساحات عامة، كما استعرض دور الممرات الحضرية المستدامة التي تجمع بين التنقل والطاقة والنظم البيئية، ويمكن للممرات الأضيق للمركبات ذاتية القيادة أن تُوفر ما يصل إلى 40% من مساحة الطريق للمشاة وراكبي الدراجات. في المقابل، يُمكن للمظلات الشمسية والإضاءة الذكية أن تُعزز من كفاءة الطاقة بنسبة تصل إلى 30%، وتُقلل الاستهلاك بنسبة 40%.
وقد أكد الفلاسي أيضاً على الإمكانات الاقتصادية الهائلة للتنقل الذاتي، متوقعاً أن تُسهم تقنيات اتصال المركبات ببعضها بطريقة لامركزية في تحقيق قيمة مضافة تصل إلى 7 تريليونات دولار أمريكي على مستوى العالم، وأشار إلى أن منصات خدمات التنقل (MaaS) من المتوقع أن تصل قيمتها إلى تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، مع إضافة خدمات أساطيل المركبات ذاتية القيادة 300 مليار دولار أمريكي أخرى، ويمكن أن يُدرّ إعادة استخدام أراضي مواقف السيارات قيمة عقارية تُقدّر بنحو 2 تريليون دولار أمريكي، في حين ستُساهم البنية التحتية الجديدة ونماذج الخدمات القائمة على البيانات في خلق مصادر دخل إضافية.
وأضاف الفلاسي قائلاً: "مع إتاحة التنقّل على نطاق واسع وجعله أكثر كفاءة، لا تكتسب المدن انخفاضاً في الانبعاثات والازدحام فحسب، بل تحصل أيضاً على محركات نمو جديدة قوية مبنية على إعادة استخدام المساحات الحضرية ونموذج أعمال مبتكر للمركبات كخدمة".
ولتحقيق هذه الرؤية، تم التأكيد على ضرورة إحراز تقدم منسق في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية واللوائح التنظيمية والمشاركة العامة. وتم تحديد الأمن السيبراني القوي والحوار العام الشفاف وبرامج انتقال القوى العاملة كعناصر أساسية لبناء الثقة وضمان تحقيق التنقل الذاتي لفوائد اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد، حيث تشكل هذه العناصر مجتمعةً خارطة طريق للتطبيق بين عامي 2030 و2040.
واختتم الفلاسي حديثه قائلاً: "أظهرت هذه الجلسة مدى التطور الذي شهده الحوار من تخيل التنقل الذاتي إلى تخطيط الأطر التي تجعله قابلاً للتحقيق، إذ لا تزال فعالية إنوفيشن فور موبيليتي منصة بالغة الأهمية لربط القطاع وتحديد كيفية عمل المدن المستقبلية، وكيف يمكن لمنطقتنا أن تؤدي دوراً رائداً في هذا التطور".
هذا وقد أكد معرض أوتوميكانيكا دبي، الذي يختتم اليوم الخميس 11 ديسمبر في مركز دبي التجاري العالمي، مكانته كأكبر معرض لخدمات المركبات في الشرق الأوسط وأفريقيا، بعد أن شهد مشاركة أكثر من 2300 عارض من أكثر من 60 دولة.
-انتهى-